كل ما تحتاج معرفته عن واجهة برمجة التطبيقات (API): المفهوم، الأهمية؟

تخيل أنك في مطعم مزدحم وتود الجلوس لطلب وجبتك، التي يتم تحضيرها في المطبخ، وطبعا لا تقوم بالدخول للمطبخ وتحضيرها، بل يقوم النادل بدور الوسيط بينك وبين المطبخ بإيصال طلبك وتحضيره وتسليم الوجبة النهائية لك، هذا النادل هو ببساطة ما يسمى بواجهة برمجة التطبيقات (API).
بدءاً من استخدامك لتطبيق الخرائط على هاتفك، إلى الدفع الإلكتروني، وصولاً إلى عرض حالة الطقس، تتم كل هذه العمليات خلف الكواليس بفضل الـ API، لذلك في هذه المقالة، سنشرح بالتفصيل ما هي واجهة برمجة التطبيقات (API)، وكيف أصبحت العصب الذي يربط الأعمال ببعضه.
ما هي واجهة برمجة التطبيقات (api)؟
يبدأ تعريفنا لـ ما هي واجهة برمجة التطبيقات (API) بتفكيك أحرفها التي تمثل اختصارًا لـ Application Programming Interface، هذه الواجهة عبارة عن حزمة من البروتوكولات الرقمية التي تسمح بتبادل البيانات بين التطبيقات من تطبيق لآخر دون معرفة ما يتم بداخل كل تطبيق منهم، وهو يقوم بالضبط بدور الوسيط بين تطبيق يطلب خدمة ما مثل موقعك الذي يعرض أسعار العملات وتطبيق آخر يقدم تلك الخدمة مثل خادم بنكي أو مالي.
تحدد الـ API مجموعة من القواعد والتعليمات الواضحة التي يجب على الطرفين الالتزام بها أثناء التبادل. هي لا تسمح للتطبيق الطالب بالوصول مباشرة إلى قاعدة بيانات التطبيق المقدم للخدمة (تماماً كالمطبخ داخل المطعم)، بل تتيح له طلب المعلومة أو تنفيذ الإجراء المحدد بطريقة آمنة ومنظمة.
هذه القواعد هي التي تضمن أن يتلقى الموقع نتائج الطقس بشكل صحيح، أو أن تكتمل عملية الدفع الإلكتروني بنجاح، دون أن يضطر أي نظام منهم لفتح بيانات الطرف الآخر.
كيف يعمل ال API؟
لنفهم أكثر ما هي واجهة برمجة التطبيقات (API)، فلنفترض الآن أنك تستخدم تطبيقاً لحجز رحلات الطيران، وتريد أن تعرف أسعار تذاكر الطيران من الرياض إلى جدة، هذه العملية تتم في أربع خطوات بسيطة جداً، دور الـ API فيها هو دور النادل الذي يخدمك:
-
الطلب :
أنت الآن تضغط على زر البحث في التطبيق (هذا هو طلبك)، فيقوم التطبيق هنا بإنشاء رسالة واضحة يوجهها إلى خادم شركة الطيران عبر الـ API، تقول فيها: “أريد أسعار تذاكر رحلات الرياض-جدة في تاريخ X/X/2025”.
-
التوجيه:
الـ API (النادل) يأخذ هذه الرسالة ويقوم بتوجيهها إلى المكان الصحيح داخل النظام التابع لشركة الطيران (المطبخ)، حيث تتم معالجة هذا الطلب عبر قواعد البيانات الخاصة بهم. الـ API هنا يضمن أن الطلب منظم وموثوق.
-
المعالجة:
نظام شركة الطيران يقوم بالبحث عن البيانات المطلوبة (أسعار الرحلات المتاحة) ولا يمكن لأي شخص خارج النظام أن يرى كيف يتم البحث أو كيف تحفظ البيانات، فالـ API يحمي كل هذه التفاصيل الداخلية.
-
الاستجابة:
يستلم الـ API (النادل) النتائج المطلوبة (قائمة الرحلات وأسعارها) ويعيدها إليك على تطبيق حجز رحلات الطيران الخاص بك، ويتم عرض هذه البيانات لك بشكل بسيط ومنظم على شاشتك.
فبكل بساطة، واجهة برمجة التطبيقات (API) هي الجسر الذي يربط بين التطبيق المرسل للطلب والخادم الذي يوفر الاستجابة لهذا الطلب، وأحيانا تختلف عملية نقل البيانات باختلاف خدمة الويب المستخدمة، إلا أن كل من الطلبات والاستجابات تحدث من خلال واجهة برمجة التطبيقات (API) ولا توجد صلاحية لعرض ما يتم أثناء عملية النقل والتبادل على واجهة المستخدم، مما يعني توفير اتصال سلس للمستخدم.
ما أنواع واجهات الـ API؟
عندما نتحدث عن ما هي واجهة برمجة التطبيقات(API) فنحن لا نتحدث عن نوع واحد فحسب بل نتحدث عن 4 أنواع مختلفة من الواجهات التي تختلف عن بعضها في الخصائص، يمكننا أن نلخص هذه الأنواع كالآتي:
1- واجهات برمجة التطبيقات العامة
والتي تسمى أيضا بالواجهات العامة لبرمجة التطبيقات، وهي واجهات متاحة للاستخدام من قبل أي مطور أو أي أطراف خارجية دون أي شروط. قد تتطلب في بعض الأحيان مفتاح دخول أو رسوم للاستخدام، وأشهر أمثلتها هي خرائط جوجل.
2- واجهات برمجة التطبيقات التشاركية
وهذا النوع متاح فقط للأطراف المصرح لهم باستخدام هذه الواجهة لبرمجة التطبيقات وفقا للشروط والاتفاقيات التي تتم بين الأطراف. يستخدم هذا النوع في الغالب بين شركتين تربطهما علاقة عمل مباشرة لتعزيز التكامل وتسهيل الأنشطة التجارية بينهم.
3- واجهات برمجة التطبيقات الخاصة
ويُطلق عليها أيضًا واجهات برمجة التطبيقات الداخلية، نسبةً لكونها مقتصرة على الاستخدام الداخلي فقط لتوصيل الأنظمة والبيانات داخل المؤسسات التي تستخدمها مثل واجهة نظام إدارة الموارد البشرية المرتبطة بنظام الحسابات داخل الشركة للكشف عن رواتب الموظفين.
4- واجهات برمجة التطبيقات المركبة
يتميز هذا النوع من واجهة برمجة التطبيقات بالجمع بين اثنين أو أكثر من الواجهات المختلفة لتنفيذ مجموعة من العمليات المترابطة وذات الصلة ببعضها بدلاً من إرسال عدة طلبات API للحصول على المعلومات بشكل منفصل. تسمح واجهات برمجة التطبيقات المركبة للمطورين بإرسال طلب واحد للحصول على حزمة متكاملة من البيانات المختلفة مما يسرع من عملية التبادل.
ما المقصود بـ REST API وSOAP API؟
عندما تقرر ما هي واجهة برمجة التطبيقات (API) الخاصة التي ستستخدمها لربط العالم ببعضه تجد نفسك واقفًا أمام أحد الخيارين:
REST API
يرمز REST إلى Representational State Transfer، وهو أسلوب تصميمي للبرمجيات يعتمد على الوصول المباشر للموارد والبيانات باستخدام عناوين URL بسيطة، ويستخدم بروتوكول HTTP كأداة أساسية لنقل هذه البيانات.
طريقة عمله بسيطة، فهو يشبه تصفح الإنترنت العادي؛ فأنت تطلب صفحة أو بيانات معينة باستخدام رابط URL)) محدد، هو يفضل أن تكون البيانات واضحة ومفهومة، وغالباً ما يستخدم تنسيق JSON أو XML لنقل البيانات كنص عادي .
يعد REST API أحد أكثر الأساليب شيوعاً نظرًا لما يتمتع به من المرونة والسرعة والسهولة، لهذا يُعد مثالياً لتطبيقات الويب والهواتف الذكية التي تحتاج إلى أداء سريع ونقل سلس للبيانات.
2. SOAP API
يرمز SOAP إلى Simple Object Access Protocol وهو بروتوكول صارم ومبني على مجموعة من المعايير والقواعد الصارمة، وعلى عكس REST API المرن، لا يعتمد SOAP على عناوين URL البسيطة، وبدلاً من ذلك، يستخدم صيغة XML فقط لتغليف الرسائل، ويحتاج إلى ملف تعريف مفصل يسمى (WSDL ) ليخبر الطرفين بالضبط كيف ستتم عملية التبادل.
هذه القواعد أتت بالعديد من المميزات كالأمان والصرامة العالية التي جعلت من الهيئات والمؤسسات التي تتطلب مستوى عالي من التوثيق والأمان والتعقيد، تستخدمه كأسلوب رئيسي في نقل البيانات مثل المعاملات البنكية الكبيرة أو داخل أنظمة المؤسسات الحكومية، حيث تكون السرعة أقل أهمية، والأولية هي ضمان تسليم البيانات بطريقة سليمة.
ما أهمية استخدام الـ API؟
حينما نتعمق أكثر في فهم ما هي واجهة برمجة التطبيقات (API) ، نجد أن أهميتها تتجاوز البرمجة فحسب بل أصبحت محرك للابتكار والنمو التجاري عبر الفوائد الآتية:
التكامل الفوري والفعال:
تسمح لشركتك بدمج خدماتها الخارجية مع نظامها الداخلي بسرعة فائقة، فبدلاً من أن تبني نظامك الخاص للدفع الإلكتروني، يمكنك ببساطة استخدام واجهة برمجة تطبيقات API جاهزة من شركة متخصصة في عمليات الدفع الإلكتروني، مما يوفر الوقت والجهد، ويضمن أن الخدمات التي تقدمها ذات جودة عالية وموثوقة.
المرونة والوصول المتعدد:
يمكنك ال API من الوصول إلى جمهور بشكل أوسع وتوفير خدماتك عبر منصات مختلفة، على سبيل المثال، نفس الواجهة التي تستخدمها لعرض بيانات منتجاتك على موقع الويب، يمكن استخدامها لعرض نفس البيانات على تطبيق الهاتف المحمول أو حتى على شات بوت مخصص للرد على أسئلة العملاء مما يوفر تجربة مستخدم جيدة للعملاء أينما كانوا.
فتح مصادر جديدة للدخل:
يمكن للشركات أن تحول بياناتها أو خدماتها الداخلية إلى منتجات رقمية تُباع للأطراف الخارجية والمستخدمين عبر واجهة API، هذا يخلق نموذج عمل جديد، حيث يمكن للمستخدمين الاستفادة من بياناتك مثل أسعار الأسهم، أو نظام إدارة الأعمال مقابل اشتراك مدفوع.
هل الـ API آمنة؟
كثير ممن يبحثون عن ما هي واجهة برمجة التطبيقات (API) يتساؤلون هذا التساؤل، والاجابة هي نعم، تعتبر ال API آمنة تماماً من خلال سياسات المصادقة والترخيص والتشفير.
تسمح هذه السياسات بتوجيه حركة مرور البيانات ومراقبة الوصول إلى واجهة برمجة التطبيقات (API) والتحكم فيها بشكل فعال، مما يقلل من مخاطر الهجمات والوصول غير المصرح به.
بالإضافة إلى ذلك، توفر واجهة برمجة التطبيقات بعض المميزات مثل التسجيل والتحليلات، مما يوفر لك رؤى قيمة حول الاستخدام المرخص لواجهة برمجة التطبيقات والتهديدات الأمنية المحتملة.
إن كنت من أصحاب التطبيقات نحب أن نستمع إلى رأيك وأن تشاركنا تجربتك عبر ربط تطبيقك بأحد واجهات برمجة التطبيقات وهل كانت عملية الربط سلبية أم إيجابية؟ وإلى أي مدى تختلف أو تتفق مع المقالة خصوصًا بعد أن عرفنا ما هي واجهة برمجة التطبيقات (API)؟
مشاركة المقال
الأكثر مشاهدة
ذات صلة
