تعرف على لغات برمجة التطبيقات وأيها الأنسب لتطوير تطبيقاتك

هل فكرت يوما كيف يتم تصميم وبرمجة تطبيقات الهواتف الذكية؟
بل وربما حلمت يوماً بتحويل فكرتك العبقرية إلى تطبيق يعيش في جيوب الملايين؟ الأمر يبدأ بلغة البرمجة، فاختيارك للغة يشبه اختيارك لأداة النحت؛ يجب أن تكون الأداة المناسبة لتحويل حجر الفكرة إلى تحفة فنية.
ولكن، هل يوجد اختلاف بين تطبيقات الأندرويد وقرينتها على الـ iOS ؟ أم الاثنان ينشآن بنفس الأداة؟
في هذه المقالة سنشرح ما هي لغات برمجة التطبيقات وما أشهر اللغات المستخدمة في برمجة التطبيقات حاليًّا والفروقات الجوهرية بين تطبيقات الأندرويد والـ iOS.
ما هي أفضل لغات البرمجة لتطوير التطبيقات في الوقت الحالي؟
يتوقف تحديد أفضل أنواع لغات برمجة التطبيقات على المنصة المستهدفة والغرض من استخدام التطبيق، لكن المشهد الحالي للغات برمجة التطبيقات يشهد هيمنة من مجموعتان أساسيتان من اللغات:
1- اللغات الأصلية (Native Languages):
إذا كان هدفك هو الوصول إلى أعلى درجات الكفاءة والسرعة والاندماج الكامل مع خصائص النظام الأساسية، فإن لغتي Swift و Kotlin هما الخياران الأقوى. تعتبر Swift اللغة المفضلة للبيئة التي طورتها شركة Apple، بينما أصبحت Kotlin هي المعيار الرسمي والموصى به من Google لتطوير أنظمة التشغيل المنافسة.
2- اللغات العابرة للمنصات (Cross-Platform):
وهي اللغات المستخدمة لكتابة كود أساسي واحد يعمل بكفاءة على جميع أنظمة الهواتف والحواسيب المكتبية، فإن Dart و JavaScript هما الرائدان بلا منازع. يتيح هذا النهج تقليل تكلفة التطوير والتسريع من عملية إطلاق المنتج في السوق.
ما الفرق بين لغات برمجة تطبيقات الهواتف وتطبيقات الويب؟
تختلف لغات برمجة التطبيقات باختلاف المنصة التي ينفذ عليها التطبيق
فتطبيقات الهواتف تبرمج باستخدام لغات أصلية (Native Languages) مثل Swift لأنظمة iOS وKotlin أو Java لأنظمة Android، وهي لغات تتيح للمطور الوصول الكامل إلى إمكانيات الجهاز مثل الكاميرا والموقع والإشعارات، مما يمنح التطبيق أداءً سريعاً وتجربة استخدام سلسة.
أما تطبيقات الويب، فهي تبنى باستخدام لغات مثل HTML وCSS وJavaScript، وتعمل عبر المتصفح دون الحاجة إلى تثبيت، أي أنها تعتمد على الاتصال بالإنترنت وتكون متوافقة مع مختلف الأنظمة.

هل يمكن إنشاء تطبيق باستخدام لغة واحدة فقط؟
بات هذا السؤال يلامس جوهر التطور في مجال البرمجة، والإجابة المختصرة عليه هي نعم، أصبح ممكناً إنشاء تطبيق باستخدام لغة واحدة بشكل متزايد، ولكن بشروط:
تقليدياً، كان تطوير تطبيق هاتف ذكي يتطلب استخدام لغتين مختلفتين من لغات برمجة التطبيقات، واحدة لكل نظام تشغيل رئيسي.
هذا يعني فريقين، وضعف الكود، وضعف الوقت،
أما اليوم، فقد غير ظهور تقنيات التطوير عبر المنصات (Cross-Platform) هذه المعادلة. باستخدام أطر مثل (Flutter المبني على لغة Dart، أو React Native القائم على JavaScript)، يمكن للمطور كتابة الكود مرة واحدة فقط ليعمل على أنظمة متعددة. يقوم الإطار بعد ذلك بترجمة الكود أو تكييفه ليناسب كل نظام تشغيل.
هذا النهج مثالي للشركات التي تسعى إلى سرعة الإطلاق وتوفير التكاليف، بينما يظل التطوير الأصلي (Native) هو الخيار الأفضل عندما تكون الحاجة إلى الأداء الأقصى والتكامل الكامل مع النظام.
ما اللغة الأفضل لتصميم تطبيقات أندرويد؟
أصبحت لغات برمجة التطبيقات للأندرويد واضحة تمامًا في هذا الوقت مع تفضيل قوي للخيار الأحدث ألا وهو لغة Kotlin
فباتت Kotlin اللغة المفضلة لتطوير تطبيقات الأندرويد من قِبل Google. تم تصميمها خصيصاً لتكون أكثر حداثة، وأماناً، وأسهل في القراءة والكتابة من سابقتها Java، مما يقلل من احتمالية الأخطاء الشائعة إذا كنت تبدأ في إنشاء تطبيق جديد للأندرويد.
ما اللغة المناسبة لتطوير تطبيقات iOS؟
لتصميم تطبيقات عالية الأداء ومتوافقة بشكل كامل مع بيئة Apple فإن الاختيار يميل بشكل حاسم نحو اللغة الأحدث من لغات برمجة التطبيقات للـ iOS وهي لغة Swift ، فباتت هي اللغة الرسمية والحديثة من Apple، وتم تصميمها خصيصاً لتحل محل Objective-C التي كانت تستخدم لتطوير تطبيقات الـ iOS منذ أن نشأت شركة Apple.
تتميز Swift بالسرعة الفائقة والأمان المدمج، حيث تقلل الأخطاء البرمجية من خلال أنظمة أنواع قوية وإدارة ذاكرة محسّنة.
هل لغة بايثون (Python) تُستخدم في برمجة التطبيقات؟
نعم، تستخدم Python في تطوير بعض أنواع التطبيقات مثل الألعاب أو أدوات الذكاء الاصطناعي، لكنها ليست الخيار الأساسي لتطبيقات الهواتف الذكية، إذ تعتمد أغلب المشاريع على لغات مثل Swift وKotlin أو أطر Flutter وReact Native.
وتعد بايثون اللغة الأقوى عالمياً في مجالات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي (AI) وتحليل البيانات الضخمة (Big Data)، فكثير من التطبيقات الذكية مثل التوصيات والميزات القائمة على الموقع الجغرافي تعتمد على مكتبات بايثون لمعالجة البيانات على الخادم وتقديم النتائج للتطبيق.
هل يمكن استخدام JavaScript في برمجة التطبيقات؟
نعم، يمكن استخدام JavaScript في برمجة التطبيقات بأنواعها المختلفة، من تطبيقات الويب وتطبيقات الهواتف الذكية
فهي إحدى لغات برمجة التطبيقات الخاصة بالويب لتطوير واجهاتها الأمامية بجانب لغة HTML المسؤولة عن بنية مواقع الويب، ولغة CSS المسؤولة عن تنسيق العناصر في مواقع الويب، ويتجلى دور لغة JavaScript في إضافة الوظائف المختلفة لمواقع الويب وإتاحة إمكانية التفاعل مع محتويات الموقع.
ومع استخدام بيئة Node.js، يمكن لـ JavaScript أن تعمل كخادم خلفي كامل (Backend Server)، مما يسمح للمطور باستخدام لغة واحدة فقط في الواجهتين الأمامية والخلفية، وهو ما يزيد من سرعة التطوير.
كيف أختار لغة البرمجة المناسبة لتطبيقات الجوال؟
يتوقف اختيارك للغة المستخدمة من لغات برمجة التطبيقات على أهداف مشروعك وليس على شعبية اللغة، فاختيارها متوقف على الآتي:
أولا، حدد نوع النظام المستضيف للتطبيق الذي تريد تطويره، هل هو تطبيق ويب، أم تطبيق هاتف ذكي؟
فإذا كان تطبيق للهواتف الذكية للأندرويد أو iOS ، فإن Swift و Kotlin يكونان خيارين مناسبين لهما على التوالي، أما في حالة تطبيق الويب، تكون JavaScript أو Python خيارات ممتازة.
ثانيًا، ضع في اعتبارك عند تحديد لغات برمجة التطبيقات خبرة فريق المختص بالتطوير، فإذا كان فريقك متمرسًا في لغة معينة، فقد يكون من الأفضل اختيارها لتقليل وقت التعلم والتطوير، فذلك يؤثر على جودة التطبيق النهائي.
ثالثًا، تأكد من أن اللغة التي تختارها تدعم التوافق مع المنصات التي يستهدفها تطبيقك، فبعض اللغات تدعم تطوير التطبيقات عبر منصات متعددة، وهذا يوفر عليك الوقت والجهد، فمثلا ، React Native وFlutter توفران إمكانية تطوير تطبيقات متعددة المنصات باستخدام كود واحد، ولذلك ننصحك، باختيار لغات برمجة التطبيقات العابرة للمنصات التي تدعم أهداف مشروعك في الوصول للجمهور المستهدف بشكل فعال.
في الختام، اختيار لغات برمجة التطبيقات المناسبة ليس نهاية المطاف، بل مجرد البداية. الأهم هو جودة التنفيذ وقدرة الفريق على الاستفادة القصوى من خصائص اللغة المختارة. سواء اخترت قوة Kotlin أو مرونة JavaScript، تذكر أن اللغة أداة، والنجاح يكمن في كيفية استخدامك لهذه الأداة لحل مشكلات المستخدمين.
والآن نود أن نطرح عليك سؤالًا:
هل ترى بأن اقتحام الذكاء الاصطناعي على مجال برمجة التطبيقات سيغير من المجال كليًّا ؟
شاركنا رأيك في التعليقات.












