ما الفرق بين HTML و XML ؟ وأوجه التشابه بينهم

يخلط العديد من المبتدئين في عالم البرمجة وتطوير الويب بين لغات الترميز HTML و XML، لوهلة، تبدو تلك اللغتان متشابهتين؛ نظرًا لاستخدامها العلامات (Tags)، لكن لكل منهما وظيفة مختلفة جذرياً، فلغة HTML ولدت لكي تفهمها أنت، بينما XML وُلدت لكي تفهمها الآلات. لذلك، إذا كنت تخطو أولى خطواتك في عالم البرمجة فلابد أن تعرف ما الفرق بين HTML و XML.
سنشرح لك في هذا المقال سبب الاختلاف الجوهري، وما هي الوظائف التي تؤديها كلتا اللغتين في بناء وتشغيل المواقع الإلكترونية.
ما الفرق بين HTML و XML؟
من الضروري أن نفهم ما الفرق بين HTML و XML حتى نتمكن من التمييز بين دور كل لغة وطريقة تعاملها مع البيانات، فهما من اللغات الشائعة للترميز لتطوير الويب والتطبيقات.بالرغم من تشابه أسمائهما، إلا أن حالات استخدامهما مختلفة، فلغة HTML يتم استخدامها لتطوير واجهة التطبيق بشكل أساسي وعرض النص، الصور، الأزرار، ومربعات الاختيار والقوائم المنسدلة داخل واجهة الموقع أو التطبيق. بينما يتمثل الغرض الأساسي من لغة XML في تبادل البيانات وترميزها بصيغة سهلة القراءة من قبل الآلات كذلك قابلة للقراءة من قبل البشر. باختصار، تصف لغة XML ما هي تلك البيانات، في حين أن لغة HTML تحدد كيفية عرض تلك البيانات للمستخدم.
ما دور كل من HTML و XML في بناء المواقع الإلكترونية؟
عند دراسة ما الفرق بين HTML و XML، نجد أن الفارق لا يتعلق بالشكل فقط، بل بطبيعة الهدف الذي صممت له كل لغة، فكل منهما يعمل بأدوارٍ مختلفة لتحقيق الهدف النهائي ألا هو تقديم موقع يعمل بشكل سليم.
لغة HTML هي اللغة المسؤولة عن بناء الهيكل المرئي للموقع، وهي المؤسسة لكل ما تراه عينك على الموقع، فهي تحدد مكان العنوان الرئيسي للصفحة، وكذلك أماكن الفقرات النصية والصور، تنشئ الأزرار وروابط التنقل. باختصار، مهمة HTML هي العرض والتنسيق و إخبار المتصفح بكيفية ترتيب وإظهار العناصر للمستخدم.
أما لغة XML فهي لا تهتم أبداً بالشكل الذي يراه المستخدم، بل تهتم بالبيانات نفسها وطريقة تنظيمها ونقلها بين الأنظمة المختلفة. ويعتمد عليها عادة في تبادل المعلومات بين منصات متعددة مثل المتاجر الإلكترونية أو أنظمة المحاسبة. كما تقوم XML بتخزين البيانات بطريقة منظمة يسهل على الآلات قراءتها عبر استخدام علامات تصف معاني البيانات مثل علامة <اسم_المنتج> أو <تاريخ_الطلب>.
ما هي أوجه التشابه بين HTML و XML؟
على الرغم من أننا حددنا ما الفرق بين HTML و XML من حيث الوظائف، إلا أنهما يشتركان في كونهما لغتي ترميز، مما يعني وجود نقاط التقاء في طريقة عملهم وبنيتهم الأساسية، تتمثل تلك النقاط كالتالي:
1- الصياغة
بما أن كلاهما لغتي ترميز، فإنهما يملكان نفس الصيغة، تتمثل تلك الصيغة في العلامات (Tags) التي يتم الإشارة لها بالأقواس والنقاط والفواصل. مما يوفر الهيكل والنوع للبيانات ونقطة البداية والنهاية لكل عنصر من عناصر المحتوى، بحيث أن يكون كل عنصر بين علامتي فتح وإغلاق.
2- الهيكل المحدد
تعتمد كلتا اللغتين على بنية تنظيمية تشبه شجرة العائلة، حيث يوجد عنصر رئيسي يحتوي بداخله على عناصر فرعية . هذا التنظيم الهرمي يضمن أن يكون الكود منظماً ويسهل على المتصفح أو أي برنامج آخر قراءة محتواه وفهم التسلسل المنطقي له.
3- الهدف الرئيسي
رغم اختلاف أدوارهما ، إلا أنهما يهدفان إلى وصف المحتوى، فلغة HTML تصف كيفية عرض النص والصورة، أما لغة XML تصف طبيعة البيانات وقيمتها. كلاهما يوفر هيكلاً لتنظيم المعلومات بدلاً من مجرد عرض نص خام.
هذا التشابه في البنية هو الذي يسبب الالتباس غالباً للمبتدئين، لكن الهدف النهائي لكل منهما هو الذي يحدد الوظيفة الحقيقية.

ما أهمية XML في نقل البيانات بين الأنظمة والخدمات؟
عندما نتحدث عن XML، فإننا ننتقل من واجهة المستخدم المرئية إلى الكواليس لرؤية عمل الآلات، هنا تبرز أهمية لغة XML في قدرتها على العمل كلغة مشتركة عالمية بين الأنظمة والخدمات التي قد لا تكون مبنية بنفس اللغة البرمجية، وتتمثل أهمية لغة XML في نقل البيانات كالتالي:
- يمكن لأي نظام قراءة لغة XML ومعالجتها بغض النظر عن منصته الأصلية، كونها غير مرتبطة بجميع أنواع لغات برمجة أو نظام تشغيل معين، مما يجعلها أداة مثالية لتبادل البيانات بين الأنظمة المختلفة.
- قابلية قراءتها وفهم هيكلها من قِبل المبرمجين والمحللين مما يسهل من تنظيم عملية البيانات.
- تسهيل عملية التكامل بين الأنظمة القديمة والحديثة لسد الفجوة بين الأنظمة المختلفة وضمان تناسق البيانات.
هل JSON يعتبر بديلًا عن XML في بعض التطبيقات؟
نعم، يعتبر JSON بديلاً مفضلاً عن XML في الكثير من التطبيقات الحديثة، ويعود السبب وراء هذا التفضيل إلى:
- بساطة تنسيق بيانات JSON عن بيانات XML، مما يجعله أسهل في القراءة والكتابة بالنسبة للمطورين، وأسرع أيضاً في المعالجة من قبل أجهزة الحاسوب.
- تكامل JSON مع لغة JavaScript بشكل طبيعي وسهل جداً، مما يجعله الخيار الأسرع في بناء واجهات برمجة التطبيقات (APIs).
وعلى الرغم من بروز JSON، إلا أنه لا يمكن الاستغناء عن لغة XML بالكامل، وهذا يوضح جزءاً آخر من الفرق بين HTML و XML في سياق نقل البيانات، فبعض الأنظمة المعقدة لا تزال تعتمد على XML مثل العديد من الأنظمة الحكومية والمالية وأنظمة شركات الاتصالات الضخمة؛ بسبب قدرة XML على فرض قواعد صارمة جداً على البيانات المرسلة والمستقبلة، مما يجعلها ضرورية في المعاملات التي تتطلب أعلى مستويات الدقة والموثوقية.
هل يمكن تحويل ملف XML إلى HTML؟ وكيف يتم ذلك؟
بعد أن فهمنا أن ما الفرق بين HTML و XML يصبح السؤال الآن هل يمكن تحويل ملف XML إلى HTML؟ نعم، لإظهار بيانات XML للمستخدم داخل المتصفح بشكل صفحة ويب، يجب تحويلها إلى HTML لكي يتمكن المتصفح من قراءتها وعرضها للمستخدم؛
لأن المتصفح العادي لا يمكنه أن يفهم مباشرة علامات XML التي يحددها المستخدم، إذا حاولت فتح ملف XML خام، سيعرض المتصفح البيانات كقائمة نصية غير منسقة. لذلك، نحن نحتاج إلى طريقة لترجمة علامات XML الوصفية إلى علامات HTML مرئية ومفهومة.
ويتم هذا التحويل عبر استخدام لغة متخصصة تسمى XSLT (لغة تحويل قابلة للتوسع)، وهي عبارة عن قالب يحدد كيفية تحويل كل عنصر في XML إلى عنصر HTML مناسب. فعلى سبيل المثال، يمكن للقالب أن يقرأ الوسم <اسم_المنتج> ويحوّله داخل صفحة HTML إلى وسم فقرة <p> أو وسم عنوان <h2>. وبعد تطبيق القالب، تكون النتيجة ملف HTML منسق ويمكن للمتصفح عرضه بالكامل للمستخدم.
في نهاية هذا الدليل، نأمل أن نكون قد تمكنا من تغطية ما الفرق بين HTML و XML بشكل كامل، فكلاهما لغتين حيويتين بأدوار مختلفة تماماً، ومعرفة هذه الأدوار هي خطوتك الأولى في فهم كيفية عمل الويب الحديث، وكيف يتم بناء الهياكل المرئية وتبادل البيانات المنظمة في الوقت نفسه.
شاركنا رأيك بالتعليقات
برأيك، هل سيحل JSON محل XML في المستقبل القريب، أم ستبقى ضرورية في الأنظمة الحكومية والمالية المعقدة التي تتطلب معايير صارمة في تبادل البيانات؟











